الصباح اليمني_مساحة حرة
كتبت صابرين المقبلي :
يقول البعض إن زواج القاصرات يحوّل فستان الفرح إلى كفن حزنٍ ومعاناة، حين يكون دون رغبة الفتاة؛ فكيف يكون شعور من تزوجت و هي قاصرة، و دون رغبتها وحرمت حتى من لبس فستان الفرح؟!!
تلك كانت قصة وقعت للطفلة فادية أحمد التي تبلغ من العمر ١٢ عاما. و التي تعيش في إحدى حارات العاصمة صنعاء في بيت أخيها، حيث تقوم فادية بكل أعمال المنزل الى جانب دراستها في الصف السابع.
و في جلسة ودية بيننا، تقول فادية مثل كل يوم أعود من المدرسة مع صديقاتي نمارس اللعب والمرح ولا نعلم عن الحياة شيئا، لكن هذا اليوم كان بمثابة كابوس مزعج، كان عبارة عن ليل مظلم، هذا اليوم كان مختلف جدا، لم يكون يوما كبقية الايام، لقد كان بداية للحياة التعيسة، حيث وصلت الى البيت وأخي أمام الباب في وجهه العابس-كما عهدته- ليخبرني بأنه تم الإتفاق مع رجل أربعيني تقدم للزواج بي، وتضيف بأنه
لم يخبرها من باب أخذ رأيها أو موافقتها وإنما لإعلامها بقراره بالموافقة بدلا منها أما هي فليس لديها أي رأي أو قرار لأنها امراة وسيأتي ذلك الزوج مساء ذلك اليوم لأخذها الى منزله.
تقول فادية لقد أخذني رجل غريب لأول مرة أخرج مع شخص غريب لا أعرف عنه شيئا، لقد جاء كخريفا أسود أخذ مني حلمي وسعادتي. لقد كان حلمي بسيط جدا لا يتعدى فستان أبيض وفرحة صغيرة ولكنه أخذ مني هذا الحلم أيضا، وتصف فادية زواجها بالمتاجرة بها أو الصفقة
وإنه تم بيعها كسلعة.
وتقول أيضا كانت طفولتي بمثابة حلم مكسور لأن أحلامي لم تتحقق، أبدا
لقد أحرموني التعليم الذي كان كل مستقبلي ومصدر قوتي في الحياة.
تقول الحقيقة إن فادية ليست سوى واحدة من آلاف الفتيات اللواتي مررن بهذه التجربة والمنتشرة في الأرياف والقرى والمدن بسبب الجهل وعدم الوعي من أولياء الأمور، وهي القضية التي ما تزال تحيّر حتى رجال الدين أنفسهم،حيث ذكر وزير الأوقاف السابق أحمد عطية بتصريح سابق لإحدى الصحف الأجنبية أن القضية على المستوى الديني فيها خلاف واسع بين الفقهاء قديما وحديثا وقد نهى رسول الله عن عدم أخذ موافقه الفتاة على الزواج.
خليك معنا