الصباح اليمني | ترجمة خاصة |
قد يقول البعض أنه من السابق لأوانه مناقشة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، ولكن في الخطط السياسية طويلة الأجل هو امر متحفظ عليه. ويتعين على أي شاغل للرئاسة أن يقوم بكل دقة بتقييم كل سياسة لمعرفة مدى تأثيرها على فرص إعادة انتخابه. ويتوقع كثيرون من الخبراء والباحثين أن ترامب لن يكون له ولاية ثانية. بل إن البعض قال إنه لن يكون في منصبه لأكثر من 100 يوم. وينبغي ألا يكون التنبؤ جزءا من التحليل العلمي.
وكان أي انجاز رئيسي في السياسة الخارجية شرطا أساسيا لإعادة انتخاب العديد من الرؤساء الامريكيين لأنها تظهر انهم يهتمون بحماية المصالح الوطنية داخل البلاد وخارجها.
فعلى سبيل المثال، يشير كثير من الناس إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما كان محظوظا للغاية بالعملية العسكرية التي قتلت أسامة بن لادن. كما أرسل أوباما المزيد من القوات إلى أفغانستان وظل متورطا في الحروب. وحصل على هذه الولاية الثانية على الرغم من أن البطالة كانت مرتفعة. وعلى النقيض من ذلك، أدى فشل الرئيس السابق جيمي كارتر في التعامل بحزم مع إيران وأزمة الرهائن إلى هزيمته في فترة رئاسته لإعادة انتخابه. وكان تنفيذ مبادرة للسياسة الخارجية أكثر أهمية بالنسبة للرؤساء الذين انتخبوا لولايتهم الأولى فقط بفوزهم بالأغلبية الانتخابية، وليس التصويت الشعبي. على سبيل المثال، في عام 2001 سجل الرئيس السابق جورج دبليو بوش 271 إلى 266 بالأغلبية ضد آل جور، لكنه حصل على أكثر من نصف مليون صوت. وتوقع الكثيرون ان بوش لن تتاح له الفرصة لإعادة انتخابه. ولكن ما حصل عليه المزيد من الأصوات في عام 2004 وكان تنفيذ مبادراته السياسة الخارجية قبل الانتخابات، في أفغانستان والأهم من ذلك في العراق. والشعب يريد حلا ديمقراطيا للعراق او انهاء الحرب هناك غير انه لم يكن متأكدا من ان المنافس الرئاسي للرئيس بوش والقادم الجديد للبيت الابيض سيكون قادرا على انجاز هذه المهمة.
أنا لا أقترح أن الحرب مع إيران مطلوبة لضمان انجاز جيد للسياسة الخارجية وإعادة انتخاب ترامب. والخيارات غير العسكرية هي دائما أفضل. ولكن هناك حاجة إلى عملية رئيسية للسياسة الخارجية لحشد الأصوات وراءه فإيران دولة مارقة ودولة استبدادية مصممة على السيطرة على المنطقة وتتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتصدر الإرهاب وتقتل الأميركيين وتضر بالمصالح الأمريكية.
وينظر إلى الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء في مواجهة طهران بقوة كأهداف سياسية مستنيرة. وقد نجحت إيران في إيذاء الجميع باستثناء وكلاءها، الرئيس السوري بشار الأسد والجماعات الإرهابية. ويقول رجال الدين الحاكمون علنا أنهم مصممون على الإضرار بالمصالح الأمنية الوطنية للولايات المتحدة وحلفائها. فقدت العديد من الأرواح الأمريكية بسبب إيران ووكلائها من الميليشيات مثل تلك الموجودة في لبنان واليمن والعراق. وصدرت إيران مثلياتها الثورية إلى بقية العالم. وهي تحتل المرتبة الأولى كدولة راعية للإرهاب من قبل وزارة الخارجية الأمريكية.
لقد حاولت إيران مرارا وتكرارا السعي وراء برنامجها النووي وانتهكت سياسات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاتفاق النووي الوهمي. ولا تزال طهران تلحق الضرر بمليارات الدولارات وتهدد أهداف السياسة الخارجية الأمريكية بكل الطرق. ومنذ عام 1979، قال القادة والجنرالات الإيرانيون بوضوح أنهم يعتبرون الولايات المتحدة عدوا رئيسيا لهم. شعارات “الشيطان الأكبر” و “الموت لأمريكا” أقوى وأكثر حيوية من أي وقت مضى. إن سياسة إيران الخارجية تعبر بشكل أساسي عن هذه الدولة و ايران هي مفتاح ترامب لضمان ولايته الثانية.
Arab News
خليك معنا