في الوقت الذي تشهد المملكة العربية السعودية تطورات سلبية في المشهد السياسي والمالي والأمني على حدٍ سواء و اشتداد التنازع الداخلي في الأسرة الحاكمة أصدر الديوان الملكي فجر اليوم الأربعاء حزمة من القرارات الملكية التي قضت بتعيبن محمد بن سلمان وليا للعهد وإعفاء الأمير محمد بن نايف من كافة مناصبه وتعيين خلفا له على وزارة الداخلية.
“محمد بن نايف” الذي أظهره مقطع فيديو على قنوات الأخبار التابعة للديوان الملكي وهو يبايع “إبن سلمان” كولي للعهد بدى راضخا لقرارات الملك سلمان الذي يحاول التفرّد بالسلطة بتعيبن ابنه – صاحب خطة 2030 الاستراتيجية للمملكة – كوريث للحكم بعد والده وهو الأمر الذي مهّد له الملك في وقت سابق من العام المنصرم بإلغاء مادة الدستور التي تقضي بأن لا ينتقل الحكم من الوالد إلى ولده مباشرة بل يجب أن ينتقل إلى أحد أبناء الإخوة.
أسباب كثيرة يفكر بها الواعي قد تكون هي من أطاحت بالأمير إبن نايف الذي فقد كل شيء في ليلة القدر، وهنا يجدر بنا الإشارة إلى الأزمة القطرية السعودية الأخيرة.
فما علاقة صمت محمد بن نايف عن الخلاف القطري السعودي بقرارات اليوم؟
محمد بن نايف الذي كان له الدور البارز في إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بقرار “عاصفة الحزم” على اليمن لمحاربة المد الإيراني – كما قيل – بدى غير راضٍ عن قرار مقاطعة بلاده لقطر الذي اتخذه الأمير محمد بن سلمان لمحاربة المد الإيراني أيضا، فالإطاحة به هنا ربما تأتي على خلفية رفضه للمقاطعة ليكون كبش فداء لهيمنة الملك.
ولأن الداخلية السعودية قوة لا يستهان بها فقد تم إعفاء الأمير إبن نايف منها وتعيين الأمير عبدالعزيز بن سعود بن عبدالعزيز وزيرا لها؛ تحسبا لأي ردة فعل من قبل الأمير الخارج عن الخدمة.
وفيما يخيّم في الوسط السعودي هدوء حذر إزاء القرارات الصادرة إلا أن تفرّد الأمير الشاب محمد بن سلمان ووالده بالحكم سيوقعهم في أخطاء أكبر من أخطائهم الكارثية السابقة التي أوصلت المملكة إلى ماهي عليه الآن وستوصلها إلى مالا يحمد عقباه، فهل قضى الله أمرا كان مفعولا!