خبر إعفاء الفريق طه عثمان الحسين من منصبه وزير دولة بوزارة رئاسة الجمهورية ومدير عام لمكاتب الرئيس السابق مايزال في صدارة الأنباء الأكثر تداولاً في البلاد، وأيضاً التقارير المنتشرة حول تورط الأخير في تسريب ملفات أمنية مهمة حول العلاقات السودانية القطرية لأسياده في الرياض وأبوظبي.
نعم المملكة العربية السعودية هي أرض الحرمين ومسقط رأس الإسلام، ولكن علينا أن نستيقظ من غفوتنا ولا نربط سياسات آل سعود بالأرض المباركة المسماة زوراً وظلماً بالسعودية، كما هو معلوم فإنّ هنالك فرق بين الإسلام والمسلمين وأنّ ما يقترفه بعض المسلمين من جرائم و… لاعلاقة له بالإسلام، بل هو سلوك شخصي يتعلق بمن يصدر عنهم، لذا فإنّ ما يقوم به آل سعود لا علاقة له بالحرمين ولا بالإسلام.
علينا أن لا ننسى أن المملكة قد أوقفت تعاملاتها المصرفية مع البلاد وهددت حكومة السودان بطرد وإرجاع المغتربين السودانيين حال لم تغير سياساتها وتحالفاتها، وأنّ حكام السعودية لا يكنون لحكومة وشعب السودان أية محبة بل سعوا للإطاحة بالنظام الحاكم وزرع الجواسيس في القصر الرئاسي وكان لهم نصيب الأسد في محاصرة البلاد سياسياً وإقتصادياً.
وأخيراً أخاطب السيد رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير بأن يترك الخداع ويتخلى عن الشعار الكذوب الذي أدخل به الجيش السوداني في حرب السعودية ضد اليمن، حيث اعلن انه شارك فيها دفاعاً عن الحرمين الشريفين وقد تبين الآن أنّ آل سعود لا علاقة لهم بالحرمين، حتى الشرعية التي يدعون القتال من أجلها ما هي الا اكذوبة افتروها لإعادة عميلهم منصور هادي عبدربه للسلطة، الآن ندعوك أيها السيد الرئيس للتحلي بالشجاعة والإعلان فوراً عن سحب أفراد الجيش السوداني من اليمن السعيد والإعتذار للشعب اليمني عما اقترفته قواتنا المسلحة في حرب تجاوزت الـ800 يوم.
لا أدري لِمَ لم يتساءل السيد الرئيس يوماً لماذا لم تساعده السعودية وحلفاءها في حروبه ضد المعارضة المسلحة في جنوب البلاد سابقاً وفي اقليم دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق حالياً، خصوصاً وأنّ وجوده على سدة الحكم في السودان أكثر شرعية من عبدربه في اليمن، لأنّ البشير رغم مجيئه عبر انقلاب عسكري أواسط 1989م الا انه اكتسب نوعاً من الشرعية عبر انتخابات جرت في ابريل 2015م، بينما عبدربه لم ينتخبه أحد بل تمّ إعلان تعيينه حاكماً مؤقتاً على اليمن من داخل العاصمة السعودية الرياض. فأيّ الرئيسين أحق بالدفاع عن شرعيته المعيّن أم المنتخب؟ لا تنخدعوا يا أحبتي فإنّ الظالم إذا أراد أن يظلم لا يحتاج الى دليل، وكل ما يدعيه من أكاذيب ما هي الا حيل وخُدع يُراد بها تضليل الرأي العام.