يبدو أن الإعلام الموجه بجميع وسائله ومنابره أصبح أكثر خطراً وفتكاً بالشعوب خصوصاً انه طغى عليه أسلوب التضليل والترغيب بشكل ممنهج ، فمثل ذلك يؤدي إلى اغراق الأمة بأفكار ظلامية جهوية ومذهبية، وإشغالها بحسابات تكاد تكون مصدومة، ويزداد الخطر إذا قوبل هذا الإعلام التضليلي بنوع من الجمود واللامبالاة والانسياق وراء ما تروج له تلك الأبواق من أفكار ومعتقدات إضافة إلى عدم الوعي بما يدار وما يحال للأمة.
لكن، إذا وجد الوعي فإنه سيقف حجر عثرة أمام هذه المشاريع والأفكار الهدامة والمعسولة والمسمومة في نفس الوقت، حتى وإن صُبغت بلون النصح والإرشاد الذي ظل يلازم الإنسان منذ وجوده.
أبونا آدم عليه السلام لم يكن عاصياً لربه بقدر ما كان أقل وعياً ولم يدرك حجم المكيدة والمؤامرة التي احيكت ضده لذلك تمكن صاحب “المواهب المتعددة” في النصح والإرشاد، من نُصحه بتلك النصيحة المشهورة والمشؤومة على بني البشر جميعاً، المدلولات القرآنية كانت قد أثرت هذا الجانب ونبهت إلى هذا النوع من المكيدة ليتسنى لنا أخذ الحيطة والحذر في هذا الجانب قال تعالى “يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم” صدق الله العظيم.
لاحظ قوله تعالى بأفواههم ولم يقل بأسلحتهم، لما للتضليل من عواقب وخيمة تجعل من الأمة تعيش حالة من الضياع والانحراف عن الصراط المستقيم الذي رسمته وشرعته جميع الديانات السماوية، طريق الحق والسلام، طريق الكرامة والعزة، طريق التآخي لا الفرقة، طريق المساواة والحرية، وليس العبودية.
يدرك العاكفون خلف هذا العدوان جيداً أنه لا سبيل لكسر إرادة اليمنيين – لا سمح الله – إلا باختراق الوعي في أوساطهم من خلال التضليل الذي يمارس بكافة أشكاله وأنواعه ومن خلال زعمهم للانتصارات التي سرعان ما يثبت زيفها بالدليل القاطع من قبل الإعلام الحربي، لذا لا بد على الجميع أن يستشعر للمسؤولية وأن يقوم الكل بدوره وواجبه من خلال توعية المجتمع بمخاطر التضليل الذي يمارس حتى تكون درجة الوعي حاضرة، وأيضاً مرتفعة جدا.