تسعى إدارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب لإغلاق الباب عن أول عملية عسكرية كبرى لها ضد تنظيم القاعدة ، لكنها تحولت الى مذبحة، سقط خلالها عشرات المدنيين من بينهم 10 أطفال في قيفة محافظة البيضاء باليمن . بيد أن منظمة الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، رفعت دعوى قضائية لإجبار الحكومة الامريكية على فتح ملفات العملية، بحسب ما افادته وسائل إعلام أميركية.
وبحسب قناة صحيفة “ذي انترسيبت” الأمريكية، عندما سمع سكان قرية الغيل في وسط اليمن إطلاق النار ليلة 29 يناير الماضي، ردوا على إطلاق النار، لاعتقادهم أنهم تعرضوا لهجوم من طرف محلي في الحرب الأهلية في اليمن. ثم قامت القوات الأمريكية بتمشيط القرية بإطلاق النار من المروحية، مما أسفر عن مقتل قرويين، وإلحاق أضرار بعشرة مبان، وقتلت الماشية في القرية.
وأدت الغارة، التي وافق الرئيس ترامب على شنها ، إلى وفاة أحد جنود البحرية ووليام “ريان” أوينز، وتدمير طائرة هليكوبتر أوسبري بقيمة 70 مليون دولار. ولم تقتل الغارة هدفها المقصود – وهو زعيم بارز في تنظيم القاعدة، حسب الصحيفة.
وقد أصر الرئيس ترامب على أن الغارة كانت “ناجحة للغاية”، بيد أن إدارته لم تقدم سوى القليل من التفاصيل حول كيف تمت الموافقة على الغارة ومن قتل فيها.
ونظراً لقلة المعلومات التي نشرتها ادارة البيت الابيض فقد رفعت منظمة الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية اليوم الاثنين دعوى قضائية ضد إدارة ترامب للكشف عن المعلومات الأساسية عن الغارة ومن هم الذين قتلوا وكيف تمت الموافقة على الغارة واساسها القانونى.
مديرة مشروع الأمن القومى بالمنظمة الامريكية قالت لصحيفة “ذي انترسيبت” الأمريكية، إن الوثائق الداخلية ضرورية لفهم القصة الحقيقية وراء قرار الجيش بمهاجمة القرية، مضيفة :”اننا رأينا أن البيت الأبيض لا يمكن الوثوق به فى إعطاء معلومات دقيقة للجمهور، وهو أمر حاسم بشكل خاص عندما يأذن الرئيس بالعمل العسكري الذى يقتل المدنيين ، والوثائق التي نسعى إليها ضرورية للمساءلة العامة عندما يقتل المدنيون باسم امننا الوطني”.
ورفضت إدارة ترامب مشاركة التفاصيل حول الغارة. وأجرى البنتاغون ثلاث مراجعات داخلية، بحثا عن وفاة أوينز، وفقدان أوسبري، وإصابات المدنيين. لكن الجنرال جوزيف فوتيل، القائد الاعلى للبنتاغون في الشرق الأوسط، قال للكونغرس إنه لا توجد دلائل على “سوء صنع القرار أو سوء الحكم” ورفض الحاجة إلى تحقيقات أخرى.
وبعد شهر من عملية الغيل في 29 يناير، هبطت مروحيات الأباتشي الأمريكية على الغيل مرة أخرى ونفذت “قصفا عشوائيا”، وفقا لما ذكره أحد السكان المحليين لصحيفة “ذي انترسيبت”. وأعلن البنتاغون فيما بعد أنه شن غارات جوية على ثلاث محافظات يمنية، بما في ذلك محافظة البيضاء، حيث تقع القرية المنكوبة.