يعمل عبيد آل سعود وخدامهم من السعوديين والمتسعودين هذه الأيام كخلية نحل على مدار الساعة، يسابقون الزمن ويعدون العدة، ويهيئون الأجواء ، ويجهزون المراسيم، ويشددون الإجراءات الأمنية ويفرضون حالة الاستنفار وذلك من أجل الاستعداد لنيلهم الشرف العظيم والتكريم الكبير من صاحب الجلالة المفدى خليفة الإسلام السعودي الراشد صاحب الجلالة دونالد ترامب ، هذه الزيارة التي تشمل أيضا فلسطين المحتلة في رسالة تأييد أمريكية ومساندة ودعم للكيانين المجرمين الكيان الصهيوني والكيان السعودي وهما الخنجر المسموم المغروس في الجسد العربي .
زيارة الخليفة ترامب للسعودية في ظل هذا التوقيت تكشف للقاصي والداني بأن الإرهاب السعودي الذي يمارس ضد اليمن واليمنيين منذ أكثر من عامين هو امتداد للإرهاب والإجرام الأمريكي ،فآل سعود عبارة عن مقاولين منفذين للتوجيهات والمشاريع والمخططات الأمريكو صهيونية التي يريدون تمريرها وتنفيذها في المنطقة ، وكل ما يقومون به ويرتكبونه في حق اليمنيين يأتي تحت غطاء ودعم وإسناد أمريكي، من خلال المشاركة المباشرة بالجنود والخبراء وعبر صفقات الأسلحة التي تبيعها السلطات الأمريكية للكيان السعودي والتي لن يكون آخرها الصفقة المرتقبة والتي من المتوقع التوقيع عليها على هامش زيارة خليفة آل سعود ترامب .
ونحن كيمنيين نرى في هذه الزيارة التي جاءت عقب تجديد البيت الأبيض للإجراءات التعسفية والتي اتخذتها في العام 2012م بحجة حماية الأمن القومي الأمريكي والتي لا مبرر لها سوى خدمة مشاريعها الاستعمارية وتوسيع دائرة نفوذها وتأمين أكبر قدر من مصالح الشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية على وجه الخصوص وتجييرها لحسابها وخدمة مصالحها في المنطقة ، ومما لاشك فيه بأن هذا التزامن بين الزيارة وتمديد الإجراءات التعسفية الأمريكية في حق اليمن واليمنيين هو بمثابة إعلان صريح من السلطات الأمريكية بأن لها ربيبتين في المنطقة هما إسرائيل والسعودية وأنها ستدافع عنهما، الأولى من أجل إثبات وجودها وتمكينها من تحقيق مخططاتها وأهدافها الاستيطانية الاستعمارية حتى يتم الاعتراف بها كدولة وفي سبيل ذلك هي على استعداد لإشعال حرب عالمية ثالثة، والثانية من أجل نهب ثرواتها والتحكم في سلطة قراراتها السيادية والحصول على كافة الامتيازات فيها وتحويلها إلى محمية أمريكية حتى نفاذ آخر برميل نفط من مخزونها ، وحينها ( ترمي عليها اليمين ) وتعلن البراءة منها وتبدأ بتنفيذ مشروع أقلمتها وتقسيمها إلى إمارات ومشيخات متناحرة .
بالمختصر المفيد، لن تؤثر فينا زيارة الخليفة ترامب لا من قريب ولا من بعيد، فهي زيارة مصلحة الخاسر الوحيد منها البقرة الحلوب التي ستدفع ثمنها غاليا، فبخلاف التجهيزات والاستعدادات التي تتفوق على استعداداتهم وترتيباتهم لاستقبال حجاج بيت الله الحرام وتدشين موسم الحج ،هناك خسائر باهظة فيما يتعلق بالدعم المباشر والاستثمارات وصفقات الأسلحة وغيرها من مجالات الصرف التي سيدفعها آل سعود على هامش زيارة خليفتهم المفدى ، أما نحن فلم ولن نعول على أمريكا وعلى غيرها ، فنحن نعول على الحكم العدل الجبار المنتقم القوي الذي لا ند له في ذلك ولا منافس ، الذي يعلم بمظلوميتنا ، ومطلع على شكوانا وعدالة قضيتنا ، من هو فوق ترامب وكل فراعنة الأرض ، وهو من وعدنا بالنصر والتمكين ، ولن نزداد بفضل الله إلا صبرا وصمودا وثباتا وبطولة وتضحية دفاعا عن أرضنا وعرضنا وسيادتنا وعزتنا وكرامتنا التي لا تفريط بها ولا مساومة عليها على الإطلاق ولن نزداد بزيارة ترامب للسعودية إلا يقينا بأن الإرهاب أمريكا وأمريكا هي الإرهاب .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .