الصباح اليمني_متابعات|
تحولت المحافظات اليمنية الواقعة على امتداد الساحل الشرقي للبلاد، وذات الموقع الاستراتيجي في الخليج، خلال الساعات الماضية إلى ورشة عمل للتحالف السعودي- الاماراتي بمشاركة أمريكية في مؤشر على ترتيبات من نوع ما، أخطرها على الأطلاق التقارير الدولية التي تتحدث عن مساعي لإجهاض هذا الهلال النفطي عن بلده الأم وتقاسم عائداته فمالذي يجري؟
ظاهريا، تغرق مدن هذا الأقليم اليمني في فوضى الصراع المتنامي بفعل النفوذ وحاجات الأهالي الأساسية، المنهارة فجأة وبدون سابق انذار.
كانت حضرموت، أكبر مدن الإقليم وأهم محافظات اليمن، حتى وقت قريب المدينة الإهداء على الاطلاق، لكنها تحولت خلال الساعات الماضية إلى ساحة مواجهة مفتوحة عنوانها مطالبات الاهالي بالكهرباء ومخاوف المحافظ من إسقاطه مما دفعه لاستنفار القوى القصوى والقضاء على أية تحركات في المكلا، ومن بعيد تختلس قوى “الشرعية” النظرات علا هذه الحالة توصل البحسني إلى عقر دارها سواء في عدن أو في مأرب.
هذا الوضع ما كان ليحدث لولا تخلي الإمارات فجأة عن مشروع تمويل كهرباء حضرموت بالوقود والذي تتقاضى مقابله مبالغ باهضه.
في شبوة الوضع يبدو أكثر تعقيدا في ظل قبضة الاصلاح، التي تحول دون حتى انين المواطنين جراء معانة الكهرباء التي تصل ساعات اطفائها لأكثر من 18 ساعة يوميا، لكن الظاهر أن المحافظة تتجه نحو مواجهة عسكرية في ظل التحشيدات المتبادلة واخرها فتح الإصلاح باب التجنيد للأطفال.
جميع المؤشرات على الأرض، تشير إلى أن هذه التوليفة من الفوضى وإرهاق المواطنين بالوضع هي من صنع التحالف، وتهدف للتمويه على تحركات الامارات والسعودية في أقصى الطرف الشرقي لليمن، حيث واصلت الامارات إرسال مزيد من تقنيات التجسس العسكري إلى جزيرة سقطرى عبر رحلات بحرية يومية باتت تثير شكوك حتى السعودية الحليفة الأبرز والتي تنتشر قواتها على الجزيرة.
لا شيء سيمنع الامارات من فرض اجندتها على هذه الجزيرة ما دام وقد أصبحت شريكة إسرائيل، وبتواطؤ قوى “الشرعية” نفسها ، ولم يعد لدى السعودية سبيل سوى البحث عن مواقع أخرى في هذه المنطقة التي تتلاطم عندها أمواج بحر العرب بخليج عدن والمحيط الهندي، وذلك ما فعلته السعودي خلال الساعات الاخيرة ببدء إنشاء مواقع عسكرية متعددة على طول الشريط الساحلي لمحافظة المهرة المحاذية، وفق لآخر تصريح أدلى به رئيس لجنة الاعتصام حميد زعنبوت.
بغض النظر عن سباق الصغار هذا، والصراع المتنامي بين الحليفتين سواء في سقطرى حيث اقتحام اتباع الإمارات الميناء الخاضع للقوات السعودية وأفرغوا سفينة أسلحة، أو في المهرة حيث عثر على جثث 4 جنود سعوديين مرمية في البحر قتلوا بظروف غامضة، ثمة مؤشر على خطر قادم يداهم اليمن وقد عززت البحرية الإمريكية قواتها في هذه المنطقة ببارجة جديدة بالتزامن مع تسريبها تقارير استخباراتية عن عودة التنظيمات الارهابية لتكثيف نشاطها في الهلال النفطي في اليمن وتحديدا من شبوة في الجنوب وصولا إلى مأرب في الشرق ومرورا بمحافظات البيضاء وحضرموت والجوف، وهو ما يشير إلى أن الولايات المتحدة تخطط لفرض واقع جديد في هذه المناطق الثرية بالموارد وذات الموقع الاستراتيجي مع أن معظم هذه المناطق خاضعة لسيطرة اتباعها في حكومة هادي وتحديدا الاصلاح لاسيما وأن هذه التحركات تأتي بموازاة ضغوط دولية للدفع نحو حل شامل في اليمن تطمح هذه القوى من خلاله للهيمنة مجدد تحت ذريعة “الضمان”.
المصدر: الخبر اليمني
خليك معنا